ثقافة بعرضين جديدين: الفنان حاتم الفرشيشي في المهرجانات الصيفية ومهرجانات المدينة
بعد العرض الدولي "رسالة سلام" والذي قّدمه الفنان حاتم الفرشيشي في الدورة الماضية من مهرجان قرطاج الدولي، حيث ضمّ العرض منشدين من تونس ومصر وأندونيسيا، واِمتزجت فيه المدائح والأذكار الإسلامية بالتراتيل الكنسية، وبعد مشاركته في مهرجان في الدورة السابعة لمهرجان سماع الدولي في القاهرة، ومهرجان سماع الدولي بمراكش في دورته الخامسة، وحضوره كضيف شرف في اِختتام أسبوع الإنشاد الصوفي بمدينة سطيف في الجزائر.
بعد هذه المشاركات الهامة والمميّزة والتي قدم خلالها الفرشيشي الكثير من جديده على مستوى الكلمة واللحن والأداء، يعود المنشد التونسي ليصافح جمهوره من خلال عرضين أحدهما جديد والثاني قديم فيه تجديد وإضافة. العمل الجديد للفنان حاتم الفرشيشي يحمل عنوان "أحزاننا بلقائكم أفراح" ويحمل دعوة للأمل والعمل ورفضا لليأس والحزن والملل، دعوة لحبّ الحياة، وللطرب بلا أنـّات، ويقول الفرشيشي "نسعى بثقافتنا وحضارتنا وتراثنا العميق إلى التواصل مع الآخر من شتى الجنسيّات دون اِحتساب لأيّ اِنتماء عقائدي أو جنس أو لون.."
ويواصل "نجسّم في هذا العرض هويّة الشخصيّة التونسية المتأصّلة والمتجذرة والتي تبحث عن الفرح والإستقرار وذلك من خلال هذا التراث الغنائي والإنشاد الصّوفي المتفرّد والمتجدّد، كما يحتوي العرض على عدّة أعمال من ألحاني، وحتى القطع الموروثة من الإنشاد الصوفي التونسي القديم وقع توزيعها بدون تحريف، مع العلم وأن بعض تلك القطع الموسيقيّة كنّا قد قدّمناها مؤخرا خلال الدّورة الخامسة لمهرجان سماع الدولي بمراكش.."
أما العرض الثاني الذي يدخل به الفنان حاتم الفرشيشي أجواء المهرجانات لهذه الصائفة، فهو "العنبر فاح" ;يعتمد على فكرة تواصل الأجيال في ميدان الغناء الصوفي وتطوّر الأغنية الدينية من النسق البطيء إلى السّريع وذلك بالاعتماد على التقنية والتوزيع الجديد المتزامن مع العصر الحالي دون المساس بالصّورة والهوية التونسية المتأصّلة.
ويتضمّن العرض كما يؤكد الفرشيشي "جملة من الإيقاعات المحلية في المنستير وما جاورها خاصّة الطريقة المدنيـّة والتي لها وقع في قلوب أهل الساحل بشكل خاص، فضلا عن تلاقح بعض الطرق الصّوفية (السلامية، العيساوية، القادرية...) في اِمتداد للثقافة والأصالة مع حنكة في التوزيع الموسيقي والإيقاع المتسارع الذي يضفي معاني الأمل والفرح.."
ويضيف "نرمي من خلال هذا العرض الصّوفي المتجدد إلى البعد الحضاري والثقافي لموروثنا الغنائي المحلي والإقليمي مع إدخال الجمل والقطع الجديدة والتي تجعل في المسرح تناغما ورقصا مع الجمهور، فأنت تسمع في الآن نفسه القصيد، العروبي (الموّال) ،الشطحة، العزف والاِستخبار المتميّز، بالإضافة إلى أصوات المنشدين تتعالى في خشوع مع لوحات الرقص التي تضفي على العرض الحركة، وبالتالي سيكون النسق على اِمتداد ساعتين من الإمتاع تصاعديا وبدون انقطاع.."
هذا وسوف يكون الفنان حاتم الفرشيشي حاضرا في عدد من المهرجانات ومهرجانات المدينة في عدد من ولايات الجمهورية فضلا عن العاصمة، وسوف يتمّ الإعلان عن تلك المواعيد تباعا.